عبدالحفيظ مريود| ماذا تفعل النساء بالذهب؟ 

بدون زعل

 

ماذا تفعل النساء بالذهب؟

 

فى أسمرا، العاصمة الإريترية الهادئة، نزلت عروس سودانية إلى بهو الفندق..تلفتت يمينا ويسارا، لتجد سودانيا. لكنها لم تجد.

ومع أنك لا تستطيع أن تميز – من حيث الشكل واللون – بين السودانيين، والكثيرين من الإخوة الأفارقة، خاصة دول الجوار، ولكنك – مع ذلك – تفعل…ثمة شيئ “أشتر” فى مكان ما، يجعلك تعرف السودانى من غيره..

شايف؟

العروس السودانية خرجت من الفندق..وإذ هى تتلفت، وتبحث عن ” الشتارة”، لقيت شابين سودانيين..هرعا إليها، لما لاحظا وحدتها التى ” تحنن” العدو..قالت لهما إن عريسها خرج منذ يومين، ولم يعد…ولا تعرف ماذا أصابه، ولا ماذا تفعل..

عادا معها إلى الفندق، ووعداها أن يجداه، بأسرع وقت..ذهب أحدهما إلى موظف الإستقبال، يعلمه أن أى شيئ تحتاجه هذه السيدة الشابة، يرجى تلبيته بأسرع وقت، ولا يسألها فلسا..شهامة ونخوة…

لكن العروس رفضت العرض..” معاى قروش وما محتاجة شى…بس شوفوهو لى وين”..

شايف كيف؟

وبمناسبة ” الشتارة الفطرية” دى…كنت قد دخلت فى تحد مع زميلنا المصور محمد عبد العزيز طنطاوى، عام ٢٠٠٥م، فى مطار أمستردام، فيما ننتظر موعد طائرتنا..وكسبت التحدى…

الشاب القيافة الجايى داك، لابس أزرق دا سودانى..طنطاوى يغالطنى..البنت الظريفة ديك سودانية..ويغالطنى..وصل التحدى إلى سيدة قبطية شابة يتبعها ولداها…قال ” لا..لا…دى بالغت فيها عديل، و

ح تفشل”..

كل الذين أتحداه بسودانيتهم، كانوا يلقون التحية، من بعيد، حين يعبرون أمامنا…نزجى الوقت بالتحدى…السيدة القبطية توقفت ” رسمى وقانونى” …سلمت وسألت عن أحوال البلد..قالت إنها ” طولت منها…سبعة سنين ما رجعت”..حين انصرفت سألنى طنطاوى ” بتعرفهم كيف الجماعة ديل؟”…

قلت له سأطلعك على سر بسيط…حين تجد ” شتارة، وعدم موضوع”، أعرف إنو دا زولك/زولتك”…قال لى لم أفهم..

قلت سأفهمك…فهل تستطيع معى صبرا؟

شايف كيف؟

نعود للعروس…

موظف الاستقبال، فيما هى تصعد إلى غرفتها، غمز لأحد الشابين..خرجا، وعادا بعد دقائق..قال لهما ” ثمة نزل بسيط، بعد شارعين، خلفنا…زولكم مؤجر أوضة هناك…يسرح ويمرح..”

ذهبا، من فورهما…

استعلما، فوجدا عريسنا، فعلا، مؤجر أوضة، ومعه ثلاث فتيات خريدات، ذهبيات، ناعمات، ” مبديات من الدلال غرائبا”، كما قال المتنبى…وواقف ” لط”…

الله!!!

يا زول إنت نصيح؟

قال لهم ” المرة الشفقانة دى، أغيب ساعتين، ترسل لى ناس يفتشونى؟”..يا زول ليك يومين..قاما بطرد الخريدات الثلاث..أدخلاه الحمام…كشحوا ليك فيهو موية باردة لامن عرف حاجة..ذهبوا به إلى المقهى..شرب ” جبنة كبيرة براهو”..صحصح حبة كدا..وبعد توبيخ، وتكتيكات احترافية للتحايل على العروس، أخذاه إليها…

شايف كيف؟

وجدوها منتظرة فى بهو الفندق..سألتهما ” هل وجدتماه فى مستشفى؟”، أجابا بالنفى..” محبوس فى قسم الشرطة؟”…أجابا، أيضا بالنفى…قالت ستذهبان معنا إلى السفارة، إذن..

بكون وقع ليها إنو زوجها دا، أخذ “سندويشته”، ودخل به المطعم، فقررت أن تلقنه درسا…حاولا تغيير رأيها…جوديات وحلايف لكنها متمرسة فى موقفها..” والترس دا ما بتشال…الترس وراهو رجال”…

لن ترضى بأى رواية منهما، ما لم يحلفا على المصحف، قدام ناس السفارة..عشان يكون كلام موثق..”بنات الناس لعبة، قالوا ليك؟”..

العريس يصارع ليستعيد “سندويتشه”، فى المطعم المتعدد الأصناف، فيما “السندوتش” يصر على أن ” السما قريبة…طلقني بس”…

المهم…

فى صباح اليوم التالى،

فشلت الجوديات، وأعذاره وبكاؤه..

وحدس ما حدس..

شايف كيف؟

نرجع لموضوع طنطاوى: هناك ثلاث علامات تعرف بهما السودانى، فى أى مكان.

الأولى : لو عاينت لأى زول مسافة، وما زح عينو منك، وقرر يحددا معاك، دا زولك..

وأهم خمسة حاجات فى الجيش، تلاتة:

الضبط والربط.

شايف كيف؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.