مصادر للجزيرة نت: وساطات في السودان لحل الخلاف بين البرهان وحميدتي
النور أحمد النور
24/2/2023
الخرطوم- يتجه الخلاف بين رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” إلى التهدئة بعد تدخل وسطاء عقب تبني البرهان إجراءات تقلص نفوذ نائبه “حميدتي”.
وكانت مصادر قد كشفت قبل أيام عن أن البرهان يعتزم حل مجلس السيادة وتشكيل المجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسته، على أن يستمر في مهامه السيادية إلى حين التوافق على المستوى السيادي الجديد واختيار رئيس للوزراء، وذلك بهدف تقليص نفوذ حميدتي.
وقالت مصادر قريبة من القصر الرئاسي للجزيرة نت إن ما أثار قلق المؤسسة العسكرية والبرهان هو تبني حميدتي استشارة قيادي في تحالف قوى الحرية والتغيير، ويساري من أحد أفراد قبيلة الرزيقات العربية التي ينحدر منها قائد الدعم السريع.
وذكرت المصادر أن الرجلين أقنعا حميدتي بأن حل مشكلته الداخلية وتحسين صورته ومعالجة ما ارتكبته قواته من تجاوزات صارت عبئا عليه يتطلب تقديمه إلى الخارج عبر مساندة الاتفاق الإطاري لحل الأزمة السودانية الذي تدعمه الدول الغربية، ومحاربة الإسلاميين مثلما فعل قائد قوات الشرق الليبي المشير المتقاعد خليفة حفتر، مما دفع الدول الغربية للتعامل والتعاون معه.
وأفادت المصادر ذاتها بأن القيادي في تحالف قوى الحرية والتغيير “دغدغ” مشاعر حميدتي وأطلق عليه زعيم المهمشين في السودان، وأنه لأول مرة في تاريخ السودان منذ الثورة المهدية في القرن الماضي يصل رجل من غرب السودان إلى موقع الرجل الثاني في الدولة، وأنه بات قريبا من حكم البلاد عبر تحالف عريض وعد بإنشائه، وأن قوات الدعم السريع هي الأنسب لتكون نواة لجيش قومي، لأن الإسلاميين طوال حكم البلاد لنحو 3 عقود استطاعوا تمكين كوادرهم في المؤسسة العسكرية.
حميدتي انتقد بشدة الممارسات في معسكرات النزوح – الإعلام الرسمي السوداني
مقربون من حميدتي (وسط) نصحوه بالتهدئة وعدم التصعيد (الصحافة السودانية)
وساطات ونصائح
وفي هذا السياق، قال مقربون من حميدتي للجزيرة نت إن بعض مستشاريه وساسة يثق بهم نصحوه بالتهدئة وعدم التصعيد في الخلاف مع البرهان، لأن المؤسسة العسكرية تقف خلفه وظروف البلاد لا تحتمل صراعا يمكن أن يؤدي إلى فوضى أمنية، وساهم ذلك في خطاب متوازن الأحد الماضي تعهد خلاله بدمج قواته في الجيش والانسحاب من العملية السياسية كما نص الاتفاق الإطاري.
في المقابل، قال قيادي في تحالف قوى الحرية والتغيير- الكتلة الديمقراطية للجزيرة نت إن 3 من قيادات التحالف أجروا أمس الأول الأربعاء مشاورات مع البرهان بشأن توقيع وثيقة سياسية جديدة لحل الأزمة في البلاد.
وأضاف أنهم استفسروا من البرهان عن اعتزامه حل مجلس السيادة وتشكيل المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وأبلغهم أن ذلك لم يحدد، وفهموا أنه لا يسعى إلى اتخاد خطوات جديدة يمكن أن تؤدي إلى نقطة اللاعودة مع حميدتي، واعتبر القيادي أن قائد الجيش ينتهج سياسة “حافة الهاوية”.
وبرزت خلال الأيام الأخيرة وساطة إماراتية بين البرهان وحميدتي الذي يزور أبو ظبي منذ الأحد الماضي، حيث التقى أمس الخميس الشيخ منصور بن زايد وناقش معه تطورات الأوضاع في السودان، وأكد المسؤول الإماراتي دعم بلاده الاتفاق الإطاري لحل الأزمة السودانية.
وذكرت مواقع صحف محلية اليوم الجمعة أن وزير الدولة للخارجية والتعاون الدولي الشيخ شخبوط بن نهيان بن مبارك وصل إلى الخرطوم أمس في زيارة سرية سلم خلالها رسالة إلى البرهان من رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد، دون مزيد من التفاصيل.
وقال مسؤول دبلوماسي في الخارجية السودانية للجزيرة نت إن زيارة البرهان إلى أبو ظبي الأسبوع الماضي ومباحثاته مع الشيخ محمد بن زايد ثم وصول حميدتي إلى هناك منذ 5 أيام في زيارة غير معلنة ثم زيارة الشيخ شخبوط إلى الخرطوم كل ذلك يعكس اهتمام الإمارات المتزايد بما يجري في السودان وسعيها لاحتواء الخلاف بين الرجل الأول في البلاد ونائبه.
المصدر: الجزيرة نت