التكالب على البحر الأحمر.. تقاطع التهديدات الإقليمية والدولية للمصالح المصرية

الخرطوم:فيوتشر21

 

في ملف جديد يصدره موقع “مصر 360”، يستعرض 4 كتاب قضية أمن البحر الأحمر والقرن الإفريقي، مع إيلاء اهتمام خاص لدور مصر في ظل تنافس دولي وإقليمي على حيازة النفوذ في المنطقة.

 

داخل الملف، يستعرض أشرف الصباغ العلاقات الروسية- السودانية في جانبها العسكري منذ 2017 وتأثيراتها بناءً على تحليل اتفاق البلدين على إنشاء قاعدة عسكرية. بينما يشير محمد عبد الكريم إلى علاقات السودان بإسرائيل في ضوء خطط التطبيع، وما يحمله التعاون من مخاطر في ساحل البحر الأحمر.

وفي السياق، يستعرض لؤي هشام توغل الإمارات في مواني السودان، والطموحات الإماراتية للنفوذ وتعزيز المكانة، وموقع مشروع “نيوم” السعودي ودوره، عبر تتبع لتقارير وتحليلات سابقة حول المشروع كمعبر للتطبيع والاستثمار، وبوابة عبور لولي العهد السعودي محمد بن سليمان للحكم، مستخدما “نيوم” وجزيرتي “تيران وصنافير”.

 

كما يناقش محمد خيال مخطط الاستحواذ الإماراتي على منطقة قناة السويس الاقتصادية، ويشير إلى مخاوف مصرية من هذا التوجه. وفي تقرير آخر، يستعرض الكاتب النفوذ السعودي في البحر الأحمر، عبر مشروعات اقتصادية طموحة.

 

وتتمثل أهمية الملف في إيضاح صورة التنافس على البحر الأحمر، وأشكال الصراع على حيازة النفوذ في المنطقة. ويتضمن تقارير، ومقالات رأى، نشرت على موقع “مصر 360” تحاول رصد وتحليل أدوار القوى الإقليمية وتأثيراتها على مصر. وبينها دور كل من السعودية والإمارات وإسرائيل وتركيا.

 

إسرائيل وبوابة البحر الأحمر

يستعرض الباحث محمد عبد الكريم في مقال “التطبيع من بوابة منتجع البحر الأحمر“ كيف تسلت إسرائيل إلى السودان، مذكرا بواقعة تهريب “اليهود الإثيوبيين الفلاشا” إلى إسرائيل بالتعاون مع الرئيس السوداني السابق جعفر نميري لتأمين حكمه. ويشير إلى انخراط الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني في التطبيع مع إسرائيل بتنسيق واشنطن والإمارات.

 

كذلك، تناول عبد الكريم استثمارات الإمارات في ميناء أبو عمامة على البحر الأحمر، وإقامة منطقة صناعية ومطار دولي ومنطقتين زراعية وتجارية، وبنية أساسية لنقل البترول من جنوب السودان.

 

ويرى عبد الكريم أن “إقليم البحر الأحمر” يشهد تطورات سياسية واقتصادية مهمة، تبرز فيها إسرائيل كقوة فاعلة، ويحدد دورها في السودان بما حققته من اختراقات غير مسبوقة على الأرض، بفضل تشابك المصالح مع أطراف خليجية.

وفي خط متصل، يعرض لوئ هشام توغل الإمارات في مواني البحر الأحمر، مركزا على ميناء “أبو عمامة” كجزء من حزمة استثمارات تبلغ قيمتها ستة مليارات دولار.

 

ويرى محللون أن الميناء الجديد سيضارع ميناء بورتسودان وربما يستأثر بأهمية أكبر، إذ ظل ميناء بورتسودان يعاني من مشكلات في البنية التحتية، وتعرض للإغلاق المستمر بسبب حالة عدم الاستقرار السياسي.

 

ويراهن السودان على المشروع الذي سيحصل على نسبة عوائد 35 % من صافي أرباحه، وفقا لتصريحا سودانية رسمية.

توسع إمارتي

وبحسب موقع “أفريكا ريبورت”، فإن الإمارات باتت في موقع ممتاز لتكثيف نفوذها على ممر البحر الأحمر والقرن الإفريقي، بفضل مشاريع مواني بمليارات الدولارات والتي “تُمكن الإماراتيين من درء المنافسة مع القوى الإقليمية الأخرى”. لتصبح الإمارات رابع أكبر مستثمر عالمي في القارة، بعد الصين وأوروبا والولايات المتحدة.

 

وفي ورقة سياسات، بعنوان: “رأس المال الخليجي في شرق إفريقيا.. وتأثيره على مصر” يشير محمد عبد الكريم إلى أن الاستثمارات الخليجية في إثيوبيا والصومال -على وجه التحديد- ساهمت في تغذية السياسات المناهضة لمصر ومصالحها ودورها الإقليمي. أو حتى علاقاتها الثنائية في بعض الحالات.

التأثيرات على مصر

يقول توربجورن سولتفيدت، المحلل الاقتصادي، إن الإمارات تحسن قدرتها على الوصول إلى الأسواق في جميع أنحاء إفريقيا، بالاعتماد على مكانتها كمركز إقليمي للخدمات اللوجستية وإعادة التصدير.

 

ولا تنفك استراتيجية الإمارات للتوسع البحري واللوجستي عبر المواني من التأثير على مصر. ففي إطار الأزمة الاقتصادية التي تمر بها الأخيرة، وضعت الجارة الخليجية نصب أعينها الاستثمار في مجموعة من المواني، وكذلك الاستحواذ على إدارة المواني المطلة على نهر النيل، بعد مشروع قانون لخصخصة المواني النهرية. هذا بجانب خطط الاستحواذ البحري، وهى لا تستبعد قناة السويس، حسب ما ينقل خيال عن تقارير تتعلق بالاستثمارات الإماراتية المحتملة، وأخرى قائمة فعليا تتعلق بالمواني.

 

تظهر إسرائيل في الرؤية الإماراتية لإقليم البحر الأحمر، وبالتحديد في خليج عدن وباب المندب. مع اتساع رقعة التطبيع بين تل أبيب وأبو ظبي في أعقاب توقيع اتفاقات إبراهيم، وتلاقي المصالح بينهما، خاصة على صعيد المخاوف الخليجية من التهديدات الإيرانية.

 

 

المصدر:مصر360

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.