“طلبوا مني الاعتذار للحيوانات”.. عضو بالمؤتمر السوداني يتراجع عن وصفه لسياسيين بالقرود

الخرطوم – (فيوتشر21)
كتب العضو بحزب المؤتمر السوداني سامي صلاح المتهم بتوجيه إساءات عنصرية لسياسيين، كتب منشوراً جديداً على صفحته بالفيسبوك اعتذر فيه عن منشوره مثار الجدل، وقال “إن البعض طلب مني الاعتذار للحيوانات.. ولا يعرفون عن النوايا شيئا”.
وقرر حزب المؤتمر السوداني، الخميس الماضي، إيقاف سامي صلاح وإحالته للتحقيق عقب توجيهه إساءات عنصرية لقيادات تتبع لقوى الحرية والتغيير مجموعة الميثاق الوطني.
وكان سامي صلاح كتب في منشور على الفيس ان اعتصام القصر الذي نظمته حركات مسلحة وأحزاب سياسية “هو إعتصام القرود المتخلفة عقلياً وذهنياً وأخلاقياً والمنحطة نفسياً وجسدياً”.
وقال “مبارك أردول دا تحديدا (تطور الشمبانزي) دونا عن التوم هجو (تطور الحمار إلى إنسان) ومني أركو مناوي (تطور الكلب) ومالك عقار (تطور الحوت الأزرق) وجبريل إبراهيم (تطور التيس)، والطاهر حجر والهادي إدريس ديل غنم ساي..”.
وعقب ايقافه من حزبه، كتب منشوراً قال فيه “تم إيقافي من قبل الأمانة العامة لحزب المؤتمر السوداني من غير إخطار. مع العلم أنني لا أشغل أي صفة أو منصب في الحزب. هكذا تم إيقافي وأعتقد أنهم بهذا الإيقاف غير المفهوم، يريدون القول أنني لا أمثل الحزب ولا أعبر عنه. المؤسف أنهم أصدروا الحكم مسبقاً”.
وأمس الجمعة، كتب سامي صلاح منشوراً تحت عنوان: “الطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الحسنة” ضمنه اعتذاره عن منشوره الأول مثار الجدل وقال “أجدني مُلزماً بالإعتذار بشكل صريح وواضح لكل من وجد في حديثي حطاً بالكرامة الإنسانية أو مساً بها.. أنا متأسف لأنني في لحظة غضب وانفعال، جرحت أناسا احبهم وأعرفهم، وآخرين لا أعرفهم ولم يروني ولا يعرفون عن النوايا شيئا”.
وفيما يلي نص الاعتذار:
“لست عنصرياً، بل وانتمي في الأساس لمشروع فكري ضخم جداً بُني في أساسه على محاربة العنصرية، مشروع يقوم بنيانه الركيز على أعمدة فخرنا بانتمائاتنا المتعددة، وأن وحدتنا في تنوعنا وثرائنا يكمن في اختلاف أعراقنا وأشكالنا ومناطقنا وألواننا وأدياننا ولغاتنا.
أنا أنتمي لمشروع تنوعنا المعاصر وتعددنا التاريخي، وهذا معلوم بالضرورة لكل من يعرفني بصورة شخصية ويثق في آرائي وحكمتي وما أقول.
كتبت ما كتبت، وتواصلت عليّ طوال هذا اليوم مكالمات مختلفة من أصدقاء مختلفين وحادبين من الذين ينتمون معي إلى هذا المشروع، ومن غيرهم من الذين يحبونني واختلفت آرائهم وانقسمت، ولكني استمعت لها بقلب مفتوح وعقل واع، وأنا أثق في حكمة كل منهم ومحبته.
أنا شاكر لكل من اختلف أو اتفق معي في توصيفي.
شاكر لكل من وصفه بالعنصرية وطلب مني الاعتذار، أو لمن قال أن كلامي لا توجد به اي نزعة عنصرية أو من الذين ذهبوا إلى أن كلامي به تجريح واهانة، ولكنه يخلو من العنصرية وحتى الذين طلبوا مني الاعتذار للحيوانات لأن كلامي يهينها.
ولمن يعرفون سلامة نيتي وطويتي، أعود بدءاً إلى ما قلته أن الطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الحسنة، وحُسن النوايا لا يُبرر وغير مُبرر في الاساس، إذ لا يجدي القول أنني غير عنصري إلا لمن يعرفونني، وعليه وعبر هذا النقاش الطويل الذي استمر طوال اليوم، أجدني مُلزماً بالإعتذار بشكل صريح وواضح لكل من وجد في حديثي حطاً بالكرامة الإنسانية أو مساً بها، أو وجد في حديثي إهانة شخصية، فما تعلمته في مشوار حياتي أنه ليس إنسانا من يُهان أمامه إنسان آخر ويسكت على هذه الإهانة، وما تربيت عليه وتعلمته وعشت عليه وعايشته بصبر وجلد، أن ما لا اقبله لنفسي لا أقبله للآخرين.
اعتذر لجميع من لا يعرفونني، وأولئك الذين يعتقدون أنني اهنت شخصاً على أساس عنصري، فما لا أقبله ولا أتحمل وجوده، الحط من قيمة إنسان على أساس العرق أو اللون أو الدين أو الجنس أو النوع الاجتماعي أو المنطقة الجغرافية.
أنا ابن هذا السودان العظيم، تجولت في جميع مناطقه، من أقصى شرقه إلى أقاصي غربه، من شماله وحتى جنوبه الذي انفصل بسبب العنصرية، شربت قهوة البجا ورقصت على نغمات الطمبور واستمتعت بأغاني البقارة، وحاليا أبناء دارفور في مدنهم، مدينة مدينة، من الفاشر إلى الجنينة إلى تخوم النيل الأبيض وسمسم القضارف.
عشت فيه وتنفست عظمته وعرفت ناسه عن معايشة حقيقية وواقعية ويومية، أنا ابن الجزيرة التي تقع في قلب السودان، ولكني أحببت كل بقعة فيه وعرفت إمكانياته وموارده وغناه البشري والطبيعي الذي أريد له كما الملايين من ناسه الثائرين الذين قدموا وقتهم ومالهم ودمائهم وأرواحهم رخيصة من أجل أن يتحرر وينعتق من الديكتاتوريات العسكرية.
منذ أول يوم خرجت فيه في مظاهرة غاضبة وأنا طالب في السنة الأولى الجامعة على اغتيال السعيد محمد عبدالسلام وحتى مروري بمدرستي العظمى التي أدبتني وعلمتني كما لم يعلمني أحد، أن كل الوطن للناس لا خاصة لا عامة، وحتى بروفايلي هذا على الفيسبوك الذي أعنونه بـ (social justice fighter) أو نقاتل لأجل العدالة الإجتماعية والتي ألخصها بأن يجد كل طفل سوداني وكل طفلة سودانية في أي بقعة من بقاع ارضه السمراء أن يجدوا كلهم روضة ومستشفى وملعبا وحديقة، وأن بجد كل شاب وشابة تعليما لائقا ورعاية صحية ومسكنا نظيفا وووظيفة لائقة.
قاتلت وحاربت وعشت حياتي غير أهاب، ولا أخاف سوى من أن يخذلني ضميري وأخون مشروع العدالة الإجتماعية الذي إليه أنتمي، وشاركني هذا المشروع آخرين كثر من الذين ينتمون لهذا المشروع وآخرون أحرار ينتمون لمشاريع أخرى رجال ونساء تربوا على حب هذا الوطن وناضلوا من أجل كرامتك وحريته، حتى حققنا حريتنا واستقلالنا، ثم ظهر من بين هؤلاء أقوام من الذين ناضلو علينا وتحالفوا مع الذين ناضلنا ضدهم سويا، وما اقسى طعنة الظهر عندما يخونك الرفيق ويبيعك بثمن بخس، وينفتح ذهنك على مالم تكن تتخيله يوما، ويأتي ذات هذا الذي كنت اناضل معه ويزايد عليك بكلمات بخسة هو يعلم في قرارة نفسه أنك تقف ضدها يقينا، يبتزك ويحاول جرك إلى مستنقعه الآسن.
وللأسف انجررت بغير حساب وبتهور ورعونة، أنا متأسف لأنني سقطت فيه ولكن الطريق إلى جهنم كما قلنا مفروش بالنوايا الحسنة وكما نعرف جميعا فإن التور إن وقع، بتكتر سكاكينو.
وعلى كل، فإن القلب مفتوح كما العقل وجل من لا يخطئ، ومن كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بالحجارة.
أنا متأسف لأنني في لحظة غضب وانفعال، جرحت أناسا احبهم وأعرفهم، وآخرين لا أعرفهم ولم يروني ولا يعرفون عن النوايا شيئا.
ليس تبريرا، ولكنه توضيح أنني لا يمكن أن أصف اشخاصا أيا كانوا بذات التوصيف مهما كان عرقهم أو الهم الجغرافي بأي توصيفات كانت ولكن هذه التوصيفات انبنت في الأساس على أساس دعمهم إن لم تقل مشاركتهم للإنقلاب.
والذين يجرمونني سواءً داخل الحزب أو خارجه من الذين يعرفونني ويعرفون حقيقتي جيداً، ليس لي لكم غير أن أقول أن “هذه الأرض لافتة لنا ولأعداء العصافير كفن”.
سامتثل لقرار المحاسبة الحزبية لأدافع عن نفسي أخلاقياً وسانتظر النتيجة مع احترامي لجميع من تحدثوا عن دوافع هذا القرار، ولكني انا الذي أنادي بدولة المؤسسات، وبالتالي المؤسسات التي ننتمي اليها، فالانتماء المركب مصدره الإنتماء البسيط، وبعدها لكل حادث حديث.
مع محبتي لكل مشفق وحادب ومنهم أناس احبهم جداً قضوا معي طوال اليوم، وأرهقتهم بالنقاش مع كثرة المكالمات والتعليقات.
أسفي على هذا الكلام الكتير، ولكنه جزء بسيط من ما اردت توضيحه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.