“حركة مالك عقار”: أزمة السودان التاريخية تتجسد في الحزب الشيوعي

الخرطوم – فيوتشر21
أعلنت الحركة الشعبية شمال (جناح مالك عقار)، عن شروعها في اتخاذ إجراءات قانونية ضد الحزب الشيوعي على خلفية اتهام الأخير للحركة بتأجيج الصراع في النيل الأزرق.
وقال بيانٌ عن السكرتير العام للحركة الشعبية في الإقليم، الشيخ الدود بخوت، إن على الحزب الشيوعي إثبات أن الحركة قد منحت الهوسا إمارة أو “الاعتذار علنا عن هذا الافتراء”.
وأضاف البيان، أن الحزب الشيوعي مارس عبر بيانه “عاداته المعروفة في المزايدة على كل من يختلف معه في الرأي”، مشيرا إلى أن البيان جاء “مليئا بالجُمل العاطفية” وحوى افتراضات “غير مسنودة بوقائع”.
وقال البيان إن “أزمة السودان التاريخية تتجسد في الحزب الشيوعي” الذي يعتبر جزءا من النخبة السياسية التي حكمت السودان، ردا على مزاعم الشيوعي بأن سبب الأزمة التي تعيشها البلاد هي اتفاقية جوبا للسلام.
ووصف البيان، حديث الحزب الشيوعي عن التحول الديمقراطي والتعددية بأنه “مجرد ابتزاز سياسي”، قائلًا إن الحزب الشيوعي “لا يتحمل وجود قوى سياسية أخرى منافسة له”، مستدلًا بتجربته “القصيرة” مع قوى الحرية والتغيير.
وردًا على قول الشيوعي إن اتفاقية جوبا للسلام تهدف إلى “تمزيق وحدة البلاد”، قال بيان الحركة الشعبية، إن هذا القول يشير إلى “التناقض الصارخ في خطاب الحزب”، موضحا أن الشيوعي متحالف مع كيانات “تدعو صراحة إلى حق تقرير المصير والانفصال عن البلاد”، وواصفًا الحزب بأنه “فاقد للبوصلة تماما”.
وعلق البيان على ما أسماه “دعاية الحزب حول التصاقه بالجماهير والطبقة العاملة وقضاياها أكثر من غيره”، بأنه “مجرد ابتزاز وادعاء سياسي ووهم من وحي الخيال غير مسنود لا بحقائق التاريخ ولا بحجج الواقع”.
وزاد البيان، أن الحزب الشيوعي في النيل الأزرق “وهو وسط الجماهير الفقيرة”، تحول إلى “نخبة يسارية صغيرة داخل الصالونات تقرأ الشعر وتحيك المؤامرات” بدلًا عن العمل مع الجماهير التي “يدعي تمثيلها” – طبقًا لتعبير البيان.
ورحّب بيان الحركة الشعبية بدعوة الحزب الشيوعي إلى “تكوين لجنة قانونية للنظر في أصل الصراع”، ولكنه استدرك قائلًا، إن على الحزب الشيوعي “تكوين لجنة تنظيمية داخل حزبه لمحاسبة أعضائه الذين شاركوا بفعالية في ضخ خطاب العنصرية والكراهية” الذي قاد – بحسب البيان – إلى هذا الوضع “بدعوى إسقاط الانقلاب”.
وكان الحزب الشيوعي قد أصدر بيانا الأحد، قال فيه إن الوضع المتفجر بإقليم النيل الأزرق “أتى نتيجة لمحاولات قيادة الحركة الشعبية شمال بقيادة مالك عقار للاستحواذ على السلطة وضرب السلام الهش في المنطقة وتأجيج النعرات القبلية”، مشيرا إلى “سيادة خطاب الكراهية وتحويل التنافس على الأرض والموارد والسلطة إلى اقتتال شرس بين الفصائل المختلفة المنتمية لأطراف قبلية متعددة”.
ورأى بيان الشيوعي، أن ما يجري في منطقة جنوب النيل الأزرق هو إعلان واضح عن فشل ما أسماه “محاصصات سلام جوبا”، لافتا إلى أنه “استمرار للمواجهات الدموية التي تجري في دارفور ومناطق أخرى في البلاد”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.