الرجل الذي سمّى ابنته “سونا”.. جامعة الدول العربية تكرّم مؤسس وكالة السودان للأنباء

تقرير – فيوتشر21
قرّر المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب، التابع لجامعة الدول العربية، تكريم مؤسس وكالة السودان للأنباء، والمدير الأول لها، الراحل مصطفى أمين إسماعيل، ضمن خمسة مدراء ومؤسسين لوكالات الأنباء العربية.
ويبدأ مجلس وزراء الإعلام العرب أعماله يوم غدٍ الثلاثاء بالقاهرة، وتتسلّم مصر رسمياً قيادة الدورة (53) للمجلس من السودان، الذي كان رئيساً للدورة السابقة.
وانتقل مصطفى أمين من سكرتارية تحرير “الأيام” إلى وكالة السودان للأنباء، وشهد عهده التميز في استخدام تقنيات الأخبار، وانتقلت “سونا” من مرحلة ماكينات الرونيو، إلى أجهزة “التيكرز”، كأول تجربة تقنية جديدة في السودان، وأصبحت من أوائل الوكالات الأفريقية التي تحولت من نظام اللاسلكي، إلى الأقمار الصناعية منتصف القرن الماضي. وتوسّعت شبكة الإرسال لتشمل كل عواصم المحافظات السودانية وقتها، مع تزوديها بأجهزة التلكس وإنشاء مكاتب دولية في نيروبي والقاهرة ولندن وأديس أبابا.
ولأن “سونا” صنعت لنفسها تقاليد مجتمعية راسخة مع بيئتها الوظيفية المثالية، انخرط منسوبيها في زيجات ثنائية من داخل المبنى العتيق، واستهل الراحل مصطفى أمين، مدير وكالة السودان للأنباء “زيجات سونا” بالاقتران من زميلته نجاة طلسم، الشقيقة الكبرى لـ “البلابل”، وحذا حذوه نائبه حسني حواش بزواجه من زميلته مراحم حامد، ومشى في دربهم صديق محيسي وهو يختار زميلته نفيسة حسن أماً لعياله.
وتواصلت زيجات سونا لتتجاوز أكثر من (60) زفافاً من بين صالات التحرير على مدى نصف قرن.
ووفرّت صحيفة “الثلاثاء” الحائطية التي كان يصدرها العاملون في سونا وأسسها سعيد عبد الرازق، إسناداً مجتمعياً للعلاقات الأسرية في الوكالة، كأحد أقدم الصحف الحائيطية في مؤسسات الخدمة المدنية في السودان، حيث توالى صدورها لأكثر من نصف قرن “1986 – 2005”.
وكان الراحل مصطفى أمين يعتز جداً بنجاحه الباهر وبصماته الواضحة في وكالة السودان للأنباء التي التقى فيها رفيقة دربه نجاة طلسم التي كانت مسؤولة عن الإرسال الخارجي للوكالة، فلم يجد مصطفى شيئاً يترجم به هذا الحب والاعتزاز، غير أن يسمّيّ ابنتهما “سونا”، فأصبحت: “سونا مصطفى أمين”.
ويعتبر مصطفى أمين، من أوائل سكان حي أركويت شرق الخرطوم. وقال في حوار سابق له “أنا لامن سكنت هنا، الناس قالوا لي يا زول انت البخليك تسكن في الخلا دا شنو؟. وكان سكنه من نوع البيوت الجاهزة المركبّة. قال “أنا سكنت في أركويت سنة 76 بعد الزواج، والبيت كان مميز كونه مركب تركيب، زي الكونتير، ولم يكن الحي مأهولاً بالسكان”.
وقالت شقيقته الصحافية بخيتة أمين، إن مصطفى كان متمسكاً على البقاء في بيته القديم، وعندما لم يكن هناك بدّ من تفكيكه وإقامة المنزل الحالي، حزن مصطفى حزناً شديداً وأضرب ثلاث أيام عن الطعام”.
ولتسمية “محطة البلابل” في حي أركويت، قصة تستحق أن تروى. كان أهالي الحي كثيراً ما يشاهدون “البلابل” هادية وحياة وآمال في رحلة معاودتهن لشقيقتهن نجاة طلسم المتزوجة من مصطفى أمين، فاشتهر المكان بـ “المحطة البتنزل فيها البلابل”. ثم أخذت المحطة الاسم كاملاً: محطة البلابل.
وجاء قرار إنشاء وكالة السودان للأنباء في الأول من يناير1970 ضمن خطاب للرئيس الأسبق جعفر نميري في مدينة الأبيّض بمناسبة أعياد الاستقلال. وتم افتتاح “سونا” رسمياً في العيد الثاني لثورة مايو في العام 1971. وفي 21 سبتمبر 1970 أصدرت الوكالة أول نشرة إخبارية باللغتين العربية والإنجليزية. وصدر أول قانون للوكالة في 19 نوفمبر 1973.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.